هل ستنجح المفوضية الإرترية الوطنية فى ايجاد لغة الحوار

؟ مجرد تسأل

بقلم : الملثم العنسباوي

تقع ارتريا على الشاطئ الغربي للبحر الاحمر ، وتتخذ شكل مثلث ملتصق بكل من اثيوبيا والسودان وبلاد الصومال الفرنسية . وفي قارة يعتاد المسافر على الصحاري التى تمتد بدون توقف من أفق الى اخر، والغابات ، والسهول التى يغطيها الخضار الممل الذى لا يتغير والبحيرات والمستنقعات ، التى تمتد ميلا بعد ميل- تقدم إرتريا هذة البقعة الصغيرة من الأرض التي لا تتجاوز مساحتها ال119000كيلو2مربع ، تمثل تشكيلة رائعة من المنوعات الفريدة.  فهي تضم معالم صغيرة من المرتفعات الاثيوبية وصحارى السودان الشمالى ، وغابات أفريقيا الأستوائية والمجاهل البركانية للساحل الجنوبي العربي .

قلب إرتريا يتألف من سهل واسع تغطيه مساحات قاحلة ، تزينها من وقت الى أخر نتوءات من الصخور العارية ، وتقطعها أنهار قليلة المياه ، قوية أحياناً ، بحيث تكون خصبة الضفاف كما تتخللها بعض التشققات الترابية العميقية . هنا تقع قمم المرتفعات الأثيوبية ، التى يبلغ ارتفاعها 6000 و8000 الف قدم فوق سطح البحر ، وتشارك وهي تشارك ((الهضبة الإرترية )) مناخاً وصفه أحد الرحالة الأنجليز – بالربيع الدائم – اما النباتات التي تقتصر على الأشجار  ال .... كما تتحول الهضبة الى سهل ساحلى في الشرق حيث  البحر الأحمر ، وفى الغرب يتحول الى أرض منخفضة تتصل بالسودان ... الخ

لوضعت امامك خارطة لمعرفة جغرافية إرتريا ومحيطها العربي والحبشي ، وأيضاً راجعت بعض كتب التاريخ التي تبداء بتبرير الأستعمار بكلمة الموقع الأستراتيجي أو أهمية الموقع ، نجد تداخل لا يمكن أن تتجاوزه المفوضية الوطنية للتغير الدمقراطي في إرتريا ، مما اصبح لأزماً عليها البحث عن لغة تجمع هذا المزيج ، المشحون بتوجسات الماضى وتخوفات الحاضر والمستقبل ، جل التفاهمات التى تحدث من حين الى أخر ، تُبنى على ماذا يحدث بعد سقوط اسياس وما هو مصيرنا ، هل ماذال الحقد القديم محرك للعملية السياسية ، وما هو حال دولة التدين والتعايش ، هل هو مدخل لأسلمت الدولة , هل المطالبه بدولة القانون غير مقبول من الاخر  ، هل الحل فى اقامة مملكة أرتريا العظمى ، هو الحل  لسد الزرائع امام تعنت الأخر ، اطروحات التنظيمات غير واضحة بمعنى ، أن هناك فجوة عميقة بين ما يطرحه التنظيم ومايمارسه عملياً ، وبين ما يعيشه التنظيم وما يعيشه الشعب بحيث اصبحت هذه الفجوة تحسب بالاهوال الفلكية ، حتي فى اطارها الضيق بين قيادة التنظيم وكوادره ، والنمازج كثيرة ، بحيث تٌكون تكتلات وتطرح اسماء وشخصيات لوضع ما ، ثم نكون أول من يصوت ضده ، وأول من يشير اليه أسقاطاً ، وأسهاماً بكل جُهد فى عمل كالتي تفض الغذل بعد النسج انكاساّ ،  لا يقبل المنطق ، سوى منطق الطعن في الظهر .

اقول بكل وضوح سقط المستعمر وسقطت اثيوبيا وستسقط ايادي العابثيين قريبا وستبقي ، أيادينا ناصعة بيضاء ممدوده بدون تورية لإخوتنا فى وطن الجميع  ، لقد قلنا قبل هذا ، نٌريد إرتريا دولة مستقلة ، وها نحن اليوم نعيش فى ظلها ، نستمد من عبق الماضى وتاريخه ، زكريات المعاناة لجيل التضحية ، للرعيل الذين صدقوا واحسنوا النوايا ، فكانت لنا  دولة إرتريا ، وفى ظل التحديات التى تنتظرنا وعلينا تحمل المسئولية .

ما ستخرج به هذه المفوضية فى الترتيب ، للأوراق استعداد لفرش البيت الداخلى بأكاليل من الزهور ، ورسم الأبتسامة فى افواه وشفاه الجميع دون أن يستبعد شخص ، ونحن كمسلمين ليس غريباً علينا الحوار ، وحتى يعي الجميع بعض الزوايا للعالم السلامي التى تغيب عن ذاكرة بعض منتسبي الأسلام ، الذين يتهمون الغيربحجج تقديم  التنزلات ، ومنطق التنطع وملاء فضاءات الإعلام باللأراجيف الباطلة ، مما نمارس من حقوق وحريات مقيده ، ومشرعة من خلال الواقع والضرورة ، التى يسر الله بها العسر مع الأخذ بالنوايا ، وهو ما يخذ عليك وبه تًكب الوجه فى النار ، أو تنعم به الخلائق بالنظر الى وجه الرحمن عزوجل ، لقد خرجت الناس من مبداء التخوف الرافض للحوار من منطلقات واهية كما فعلت تنظيمات ، وهو يحسب أن مقررات الحوار غير ملزمة وهو قول خاطئ ، لان القرار يخضع للتصويت ، وللحسابات الأتية .

اولا المؤتمر الحوارى هو احد مخرجات التحالف الدمقراطي الذى يجمع معظم التنظيمات بما يلزم الجميع ضمن الأطر المتفق عليه ، غير ذلك لا يوجد ما يلزم مع الحفاظ على حق القبول والرفض تحت بند يحفظ أو يجمد ، ليطرح امام الشعب الأرتري حتى ليقول كلمتة .

ثانيا أن الحوار لغة حضارية ومفهوم ثقافي يحاول فيه الفرقاء التقريب في وجهات النظر المختلفة وهو مدخل لحلحلة بعض الاشكاليات او جلها.

ثالثا أن الحوار المخرج الوحيد للتحول الدمقراطي ، فى عملية تداول السلطة والممارسة السياسة خارج  الدولة  ، فى عملية تجهيز البديل  ، وتدريبه وصقله بالخبرات ، للتعرف على المواهب والكفاءات من خلال النقاشات وطرح القضايا ذات الطابع الأبهامي والأستفهامي ؟

نعم كانت هنالك ممارسات اثناء الفترة التحضرية ، وهو ما ياشار اليه الأن بموضع الخلاف ، وهو أختلاف وسائل وأليات ، وأن وافق الطرف الرافض لهذه الممارسات الأقصائية من ضعاف النفس ، على الهدف والمضمون ، إلا أنها تظل منطقة مظلمة تحتاج الى من يسلط عليها الضوء ، حتي تنزاح عن كاهل الأخر بعض التشككات التى لا تفيد على الأقل فى هذه المرحلة .

علماً بأن الحوار والمشاركة فيه لا يمثل اكتشافاً جديداً بالنسة لنا كمسلمين ، ولا يضيف للعلوم المسلمين ما ليس لهم به عهد فإن الأمر ثابت مقرر في أدلة الشرع ، وقضاياه المتنوعة ، بل هو المبدأ الذي قامت عليه دعوات الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه ومن سار على نهجهم ، لقد بدأ الحوار بين الله والملائكة في شأن خلق ادم وأمر الملائكة بالسجود له ، والحوار بين الأنبياء واقوامهم ، كحوار نوح وهود وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، وحوار النبي صلى الله عليه وسلم  لليهود والنصارى ونجران وغير ذلك . ومنهج الحوار الرباني كما بينه فى قوله تعالى : } ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل:125 ] ، وقوله : {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ العنكبوت: 46].

لماذا يدور الحوار حول مغلفات واهية وجوهره الدين ، فى استخدام منخفضات ومرتفعات متفاديين المسميات الحقيقة ( المسلمين والنصارى) ، لقد اسس المستعمر لحقيقة واضحة نوجذها فى الأتي ، شق وحدة إرتريا ، بأستخدام النصارى الإرترين وكنائسهم للعمل من أجل الوحدة مع اثيوبيا ، من خلال (اندنت الوحدة ) و(مجر هجر فغز جمعية حب الوطن) وهى ايضاً تطالب بالوحدة مع اثيوبيا ، هذا من جانب ، ومن جانب اخرشاركت شخصيات محسوبة على المسلمين ، فى عملية الوحدة ودأيما ما تذكر فى حالتها الفردية ، لانها نشاز عن مجتمهعا ومطالبه الاستقلالية ، وللحوار لغة لابد من التعرف على معالمها والياتها .

و حتي نٌسس لأرض صلبة نقف عليها ،لابد من طرح التخوفات والتسأولات ،  ونحن سوف نوجز التخوفات فى الأتي

1/ أن ستعمل هذا الحوار لتمرير الخطط والمطالب لدول أجنبية

2/ تثبيت المظالم بدلا من التاكيد على حلها خاصة ما يتعلق بالدين والاراضى

3/ استخدام الحوار لانسلاخ والتفسخ الخلقى والاخلاقي بدعاوي الانفتاح

4/ علمنة الدولة وتقيد الدين من مقاصده الدعوية بمعني (فصل الدين عن الدولة) مع العلم بأن المجتمع الإرتري مجتمع متدين بطبيعة الحال ومحافظ بالدرجة الأولي

وحتى نخرج من دوائر الفقاعات الهولامية ، وحديث المقاهى ، الذى اعتاد قادتنا السياسين التعامل فيه ، فى نشر الأطروحات ، وأخذ المعلومات عبره الى قواعده وشعبنا الإرتري البطل ، نفضل استخدام الطاولات التى تمثل الجدية والموضوعية  فى منظرها ، الذى يلفت الأنتباه من مجرد النظر والجلوس لبدء الحوار والنقاش .

 

1/ الصراحة والحرية في طرح الآراء.

2/ طرح كل القضايا والموضوعة بحيث تشمل الحالات السياسية والأجتماعية والدنية

3/ قوة طرح القضايا بشكل علمي بحثي  يوفر الجو الصحي للتشخيص ويضمن الوقاية والعلاج

لقد تحملت المفوضية مسؤلية ، أن تسس لعقد مؤتمر وطني ناجح للتحول الدمقراطي يجمع كل الأطياف السياسية والمدنية والشعبية ، ليقول هذا المؤتمر كلمته الأخير للمتعنة الدكتاتوري فى أسمرا ، لابد من توفير لغة للحوار التي لا تتوفر سوى بالشفافية والجدية والنوايا  الحسنة الصادقة المسبقة لخدمة هذا الشعب ووطن العز إرتريا

ودمتم فى رعاية الله وحفظه