من الوطن المكلوم والوضع المحموم إليكم هذا الخبر....
من الوطن المكلوم والوضع المحموم إليكم هذا الخبر....
يرويه:عبدالفتـاح ود الخليفة
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. للتواصل:
قبل أيّــام معدودات جـاءنــا الخبر من داخل الوطن المكلوم ومن مدينة كرن بالتحديد يقول الخبر قريب لنــا توفى ... إتّصلنــا لتبـادل كلمــات العزاء.مع..الأب الحزين والأم المكلومة..... وبعد الحديث الطويل عن الإيمــان والصبر والمؤمن ممتحن... وجزاء الصّـابر فى الدنيــا والآخرة سألت الأب المكلوم... هل كــان المرحوم مريضــا قــال: لا
أحسست بالخوف... فقلت يعنى موت مفــاجئ قـال: لا
قلت: مــاذا إذن؟
قــال: يقــال حــادث سيّـارة
قلت: ومن الّذى يقول؟ قــال:لحكومة إمبل مى تقبئ من هلاّ إمبلهــا(قـال: ومن يكون غير الحكومة) قلت :ألم يكن فى سـاوى للتدريب ؟...
قــال: نعم بعد أن أخذوه فى الكشّة الأخيرة من كرن كــان قد أكمل الدورة العسكرية ووزّع فى الوحدات العسكرية , وقبل ستّة أسـابيع , بالضبط كنّـا قد أتممنــا زفــافه وكــان قد تمّ بخير... وترك عروسته المسكينة بعد قضــاء فترة قصيرة معهــا هنـــا تركهــا وذهب إلى وحدته العسكريّة.
قلت مسكين (م) هكذا حظه دائمــا تعيس.... ثمّ إستدركت الأمر وقلت أين توفى المرحوم؟
قــال: فى الطريق بين (جونيــا وبـارنتو).. فأتبعت فى سؤالى بمتى؟ قــال لا ندرى بالضبط
قلت كيف؟
قــال كمــا أسلفت لا ندرى وبالضبط وبعد غد إنشــاء الله لمعرفة مكــان قبره والأستفســار أكثر وأكثر سوف يذهب شقيقه إلى بــارنتو.. وأردف بأن الخبر يقول كـان معه كثيرون فى نـاقلة جند عسكرية كبيرة وتوفّى منهم 19 شــابا حتى الآن... وبعد ثلاثة أيّـام إتصلنـا لمعرفة بقية الخبرية ... تأكد أن المرحوم إستشهد قبل ثلاثة أسـابيع... قلت بسرعة وليش أخفو الخبر ثلاثة أســابيع... قــالهــا الوالد هكذا وبلا وجل هكذا اليوم إرتريــا أرواح البشر لا تهمّهم كثيرا كمــا يقول المثل ( الجلد المـا جلدك جرّه فى الشوك.
قـال المسؤولون عن الموضوع : أنهم كــانو يتحرّون فى الأمر وحتى يكتمل التحقيق تأخرو فى تبليغ ذويهم هكذا !!!!!
نعم إرتريــا أصبحت لعبة فى ايدى مستهترين مستكبرين ومصّـاصى دمــاء من النوع المحترف.... كونك تسمع خبرية إستشهــاد منــاضل بعد شهر أو أو شهرين كـان عــاديّـا فى أيّـام الإستعمــار الإثيوبى, وتلك ظروف الثورة و الإستعمـار الّذى كــان جــاثمــا على صدر العبــاد.و قلّة التكنلوجيـا.... و هذا الحدث ذكرنى بكثيرين من شباب إرتريـا وأى شبـاب!!! إستشهدو ولم يسمع بخبر إستشهـادهم إلا القلّة من سكّـان المدينة الصّـامدة, وأحيــانـا كثيرة لا تعمل لهم مراسم التأبين (الفراش) خوفــا من ألا تبطش بالأسرة حكومة العدوّ الجـائرة مثل مـا حدث لكثير من الأسر فى كرن الصّمود, نــاهيك من مراسم التأبين للشهيد من كـان له إبن أو أخ منـاضل يختفى من المدينة إلى مدينة أخرى فى الوطن الحبيب, ليتوارى من عيون المخبرون السّفلة, وزوار الفجر الملثّمون.. أو يهجر الوطن تاركـا وراءه أحبّة وفلذّات أكباد لرعاية الواحد المنّـان والأقــارب!!!!
مثل الّذى حصل فى أسرة الشهيد (محمود إبراهيم محمّد سعيد.الملقّب بشكينى) حيث غــادر أخيه الأكبر المدينة ليتوارى من أنظـار (الإرهـابيون المخبرون) فرحل بأسرته إلى مدينة أغردات إلى حين!! لأنّه ليس من الّذين يستطيعون البعد عن الوطن... ولم تترك الحكومة الإثيوبية وأذنـابهـا هذه العــائلة فى سلام... ثمّ ألقى فى السجن شقيقه الثّـانى العم المرحوم(سليمـان إبراهيم محمد سعيد) ومعه من لجنة الجبهة فى المدينة(المنـالضل العم الشـاب الفنجرى وكـابتن فريق عنسبا حينهـا(عثمـان أحمد سرق برهـان) والمنـاضل ود شكّر الذى كـان موظّفـا فى البلدية.. وكثيرين غيرهم وبعد أن عفى عنهم الملك ليخرجو من السجن.. حكم عليهم بالنفى من المدينة فنفى عثمـان أحمد إلى مدينة عصب والعم سليمـان إبراهيم إلى أسمرا ليكون قريبا من المخبرين الكبـار....
كثيرين لم يعزّهم أو يصبّرهم على فقيدهم الشهيد أحد وإن حصل فبطريقة سرّية للغـاية لا تلفت الأنظـار .. وهكذا الأم والأب يعتصرون ألمـا وبتجرّعون الحزن لوحدهم وأملهم فى الله أن يرفع عنهم وعن الوطن الظّلم البائن هذا....لله درّهم!! من يقدّر صبرهم هذا وتحملهم هذا وفى من فى فلذّات أكبادهم وأشقّـاءهم.
فمثلا: يوم إستشهـاد المنـاضل الكبير(محمود إبراهيم محمّ سعيد الملقّب شكّينى) المشرف السيّاسى(للمنطقة الثانية) والّذى إبتعثته الثورة بمعية الرّئيس الحالى (أسيـاس أفورقى) إلى لصين للدراسة وهوإبن تلك الأسرة المناضلة وسقيق الأعمـام المذكورون أعلاه وشقيق المنــاضل (إدريس إبراهيم محمّد سعيد. قريش (مسؤول جهـاز التسليح فى الجبهة حتى 1982..). إستشهد هذا المنـاضل عـام 1972 فى الحرب الأهلية فى السّـاحل... من وسـا إخوته ووالده فى السّوق فى المدينة وهولاء هم المقرّبون جدّا ومن واجه والد الشهيد فى الشّـارع وزرف دمعة ومرّ بجـانبه بصمت دون أن يتفوّه بكلمة خوفـا من أن لا يأذيه بشيئ وقيل أيضأ أن بعضـا من سكّـان المدينة لم يسمع بخبر الإستشهـاد إلا بعد سنين عدة وذاك أيضـا فى نفسه حدث يستحقّ الوقفة!!!!!!!!
. أو كمــا كــان يحدث أيّـام المواجهــات بين جيش الحكومة والمجـاهدين... فكم من أب وكم من أم حبست دمعـهـا فى بطنهــا وأخفت حزنهــا حتّى لا تسال لم الحزن والخير يعمّ البلد ولا أحد يعترض.. وكلّ شيئ مدد فى مدد...من يجرؤ على البكـاء أو الحزن فى العلن وبذالك يعترف بوجود إبن أو أخ مجـاهد يقـارع الحكومة الإرترية فى مـا تقترف من مظـالم.... الّذى لا أستطيع فهمه هو إستمرار الموت والموت الغأمض فى إرتريـا الدولة الحرّة اليوم... أو التأخير فى التبليغ لمدد طويلة نوعـا مـا والسبب غير مفهوم وغير مقبول و فى عصرتكنلوجيـا اليوم , خبر بين كرن وقونيـا والمسـافة بالتقريب 150 كلم يصل خبر وفـاة فيهــا فى أكثر من ثلاثة أسـابيع , والله المستعـان أولا وآخرا.