النظام ورفض الحوار لماذا؟ افورقي يعلم جيدا ان نظامه الذي يتكون من أفراد وعصابات همها ومصلحتها ترويع الآمنين، غير جدير بان يجلس مع المعارضة سواءا ضعيفة او قوية هل يعتقد بتفوق قوته على الآخرين؟ قوة الشعبية وشبابها يتواصل في الانحدار والشيخوخة ولكن هل يمكن إعطاء مصل لزيادة امد النظام؟ النظام لا يريد ذلك!! الشعبية لا تعرف في أسلوبها السياسي مفهوم الضغط هي تضغط ولكن تضغط من قبل آخرين فهذا يعني الخنوع والاستسلام والهزيمة وافورقي كبريائه لا يسمح له بذلك هو يريد ان يضغط أكثر وأكثر على الشعب الارتري يقتل ويسحل وياسر يصادر أراضي وممتلكات المواطنين.

الشعبية لديها مكتبة وكلية كبيرة تسمى مكتبة الاستبداد والاضطهاد ،يتخرج منها غالبا الشخصيات الغير سوية التي تكمل النقص الذي يعتريها بالتسلط على الاخرين وهضم حقوقهم، هنالك كليات ومؤسسات تصنع الاستبداد وتتقنه وتخرجه بصورة متميزة، تلك هي الكليات التي تم التأسيس لها منذ تأسيس الجبهة الشعبية (اذي حتوا كاب عقمنا نلعلي، مالت ناب لعلاواي اكال كنحلفوا انا) هذا السؤال أعلى من طاقتي سوف أحوله إلى الجهة الأعلى مني، هذا الأسلوب استخدم منذ امد بعيد في الجبهة الشعبية ولا يزال متواصلا ولا يوجد احد يستطيع الاجابة دون اذن من أعلى وهذا الإذن سلسلته النهائية هي أفورقي.

الآن الشعبية فقدت الغطاء الوطني الذي كانت تتستر خلفه معظم المسلمين تفاجئوا بوثيقة العهد الارتري، كما أيضا من المسيحيين الذين تعجبوا واستغربوا لحجم الإقصاء (حقوم انديوم دقي باركا انظاروا كخونوا كاب قدم) هم على حق أبناء باركا عندما عارضوه منذ أمد بعيد، وبالمقابل بعض النصارى لم تعني لهم الوثيقة شيئ لأنها عادية، ولم تأتي بجديد وخاصة من بعض النخب وبالمقابل بعض أبناء المسلمين لم يستغربوا من حجم الإقصاء لأنهم يعرفون افورقي وعصابته ويحفظونهم عن ظهر قلب، ولكن ان كانت ال91% من أبناء المسلمين وكان المعارضين لافورقي نصارى فإذا بهم يتفاجئوا بل ويعلنون أنها حكومة المسلمين والعربنة مقابل التجرنجة والاسلمة مقابل الكرستنة(المسيحية، النصرنة)، المسلمون الان يقاومون من اجل البقاء ضد طغيان افورقي وتصفياته التي لم تترك لهم مجال سوى أنهم سوف يكونوا خارج ارتريا بعد فترة وجيزة إن لم يكافحوا بهوادة من اجل استعادة حقوقهم المسلوبة.

الأزمة في ارتريا ليست في الإسلام او المسيحية إنما في عقول بعض معتنقيه من الطرفين، فلتأتي كل القيادة من أبناء المسلمين هل سوف تحل الإشكالية؟ فلتأتي كل القيادة من أبناء المسيحيين، كما هو الآن هل تحل الإشكالية؟ هنالك أزمة وعي بالحقوق، العدل هو الطريق الوحيد ليس للاستقرار فحسب بل معالجة النزعات التي تظهر هنا وهناك، لكن الإشكالية مستقبلا هل الذين يديرون المؤسسات العامة سيتعاملون بروح الوطن ام بروح القبلية والعشائرية والدينية؟ هل يستطيعوا أن يميزوا بان الوطن للجميع والحقوق للجميع بالتساوي؟ ام ان البعض سوف يقدم مصالحه الشخصية والفئوية والاثنية الضيقة على مصالح كافة فئات الوطن؟ هذه من ضمن ابرز التحديات، هل سيكون الاصطفاف وطني؟ وطن للجميع أم أن البعض سيظل تفكيره في مواقعه الاثنية والدينية؟ يمكن ان تبحث عن حلول ومعالجات للقضايا الاثنية والدينية في الإطار المحلي ولكن يجب على الجميع البحث عن مخارج وطنية للأمة الارترية جمعاء وإلا التفكير الفئوي الضيق سوف يخلق نزاعات عديدة ،ولن تشهد ارتريا استقرارا ،وهذا من ضمن بشريات الطاغية الذي يتباهى بقوله لولاي لما توحد الشعب الارتري، وبعد الخروج بالخلاصات في مؤتمر الحوار الوطني يكون خيار الحوار مع النظام من أفضل السبل وأنجعها نحو التغيير الديمقراطي المنشود.

 

ادريس صالح