حركة السلام الارترية
قامت هذه الحركة بمبادرة من مواطنين ارتريين مهتمون بالحالة الراهنة لبلادهم وشعبهم ، وان المنطلق الرئيسي لهذه الحركة قائم على خلفية تفهمها للنضالات والتضحيات البطولية التي خاضها الشعب الارتري خلال الثلاثون عاما من حرب التحرير، حيث ان الشعب الارتري لم تتح له فرصة لالتقاط انفاسه بعد الاستقلال سوى لفترة قصيرة هي سبع سنوات زج بعدها لحرب اخرى مدمرة وفقد الالاف من الشهداء والكثير من الممتلكات والامال وحيث انه مازال يعاني من تبعات تلك الحروب حتى الان ولهذا استوجب البحث عن وسائل وطرق سلمية لتحقيق ظروف تضمن السلام والاستقرار والتنمية... ونعلم بأن تلك الامال المنشودة لا يمكن تحقيقها في اقصر الاجال او الاوقات ولكن برؤية مستقبلية وبمشاركة ومساهمة كافة مكونات المجتمع الارتري وشعوب المنطقة نطمح بتحقيق ذلك لان تنعم شعوب المنطقة بالاستقرار والسلام.
ان هذه الحركة لا تعتبر نفسها حركة سياسية او تجمعا حزبيا بل هي حركة تامل و تناشد مشاركة كل الوطنيين والمناضلين من اجل السلام والاستقرار في ارتريا ومن ابناء شعوب المنطقة الذين يشاركونها الرأي في البحث عن وسائل وسبل لتحقيق السلام تنعم به المنطقة. ان حركتنا تعمل من اجل غرس مفاهيم السلام ابتداء من الخلية المصغرة للمجتمع أي الاسرة ومن ثم العشيرة والقبيلة والقومية ومن الحي والاقليم والدولة والمنطقة والى مستوى العالم. معلوم ان أي حركة تعمل على حسب امكانياتها واولوياتها لتحقيق اهداف تناسب تلك الامكانيات وعليه ان هذه الحركة تؤمن بأنها سوف تنموا وتتوسع بهدف تحقيق السلام والوفاق في ارتريا ودول الجوار ومنطقة القرن الافريقي.
هناك تسائلات مشروعة بخصوص هذا الامر مثلا التساؤل عن التوقيت او لماذا الان ومع من ؟ وهل النظام الحاكم في بلادنا يقبل بالحوار أو السلام؟ وهل يمكن تحقيق السلام جون مشاركة النظام الحاكم في ارتريا؟
من المؤكد ان النظام الحاكم في بلادنا لن يستجيب لمطالب وتساؤلات حركتنا والتي صرح بها علنا رئيسها اساياس في مقابلاته الصحفية مثل:
امكانية تطبيق الدستور، السماح وتفعيل حقوق المشاركة الديمقراطية ، حكم دولة القانون والحكم العادل الخ.. ونعلم ان الظروف التى مكنته للتمادى في نهجه يعود الى استغلاله لمستوى وامكانيات شعبنا في الوعي السياسي. من البديهي ان شعب ينتمي الى دولة حديثة ولم تتاح له فرصة ان يعبر عن احتجاجه او تذمره لاية جهة مؤسساتيه لن يتمكن من تغيير سياسة النظام بالاحتجاج او العصيان وخاصتا ان النظام يحكم بالحديد والنار ويمتلك الة البطش والقهر، ولهذه الاسباب تعمل حركتنا من اجل ترسيخ مفاهيم السلام في بلادنا ودول المنطقة وتود على تبنى مشروعا للسلام سواء كان في ظل النظام الحالي او الانظمة التى ستتوارث السلطة مستقبلا في بلادنا ومنطقتنا وان تعم ثقافة الحوار في التنظيمات والحركات السياسية وفي ما بين شعوب دول المنطقة بدلا عن ثقافة المواجهة والاختلاف، واعتماد وسائل الحوار بديلا للعنف، بالتفاهم والتشاور بدل القمع ، السلام والتنمية والاحترام المتبادل الواعى للمصالح المشتركة بدلا من التعصب والهيمنة... ان هذه الحركة تهدف وتعمل دون تردد الى خلق ونشر وعي السلام ليكون راسخا لمصلحة ومستقبل شعبنا وشعوب المنطقة.
المبادرين على هذه الحركة كانوا على بينة عند انشائها بأن مجرد نشر الميثاق والنيات الطيبة لن تحقق اهدافها النبيلة بل كانوا على ثقة ان يشاركهم كل من ينشد ويؤمن بالسلام والاستقرار من شعبهم ومن دول الجوار من اجل انجاح اهدافهم.
وانطلاقا من الواقع المأساوي والمرهق الذي يعيشه شعبنا قد يكون هناك من يتمنى بان هذه الحركة ستعمل المستحيل من اجل تقصير امد المعاناة بتغيير الاوضاع الحالية ،وهي امنية كل محب للسلام والاستقرار الهادف الى تجنيب شعبنا المزيد من المأسى والانهيار في مستوى معيشته وامنه واستقراره الا ان هذه الحركة تؤمن بان هذه الاهداف ستتحقق ، وخاصة بعد ان تم زراعة النبتة الاولى لهذا الهدف النبيل وانها واثقة وبمشاركة كل فرد من افراد شعبنا وابناء شعوب المنطقة المحبون للسلام سنصون هذه النبتة الى ستنموا وتزدهر وتعم شعبنا وشعوب المنطقة.
ان النضال من اجل السلام سوف لن يكون سهلا وخاصة في ظل النظام الحاكم في ارتريا والذي يحكم في ظل غياب حكم القانون والدستور، والقائم بمصادرة حقوق المواطنين في الحرية والعدالة ومعتمدا في حكمه على خلق القلاقل والفتن في داخل الوطن ومع دول الجوار و في منطقة لم تعهد على اخترام حسن الجوار والتعايش السلمي ، الا انه اذا تكاتفت الجهود وساهم كل من يتوق للسلام قدر استطاعته اننا واثقون بأن النجاح سيكون حليفنا في خلق واقع سلمي ودائم في بلدنا ومنطقة القرن الافريقي.
وكون المرتكز الذي ننطلق منه والهادف الى تحقيق السلام الناجز والكامل سيكون مرهقا ومكلفا وسيحتاج مشاركة كل فرد يتوق ومتعطش للسلام لتخليص شعبه من جبروت هذا النظام الجاثم على صدره ، وحيث نلاحظ محاولات من مختلف القوى والقيادات تعمل من اجل هذا الهدف بوسائل متنوعة وبما ان الشعب الارتري الرازح تحت طغيان هذا النظام المستبد والكاتم على انفاسه لا يستطيع وحده ان يغير الحال وبالرغم بانه عبر عن تذمره بطرق مختلفة ان كانت بالدعاء للخلاص من هذا الوضع وان يعيش كريما ومعززا في ارضه ووطنه او بالتعبير عن الواقع اليومي وبالحديث عنه ، وعليه وباعتبارنا جزء من هذا الشعب ونعيش في دول تحكم بالقانون والعدالة والاجواء الديمقراطية علينا ان نكون سندا قويا لشعبنا في صموده وان نمكنه ليمتلك زمام امرالتغيير نحو الحرية والسلام والاستقرار.
قد يقول قائل بان هذه الحركة لا تقوم بالتغيير االسريع وربما يستنتج عدم جدواها ان لم تؤدي الى ذلك؟ واخرون قد يعتقدون ان هذه الوسيلة التى تتبناها الحركة لا تحقق الاهداف المرجوة وان هذه الاهداف يمكن تحقيقها عبر وسائل واساليب اخرى؟ وربما هناك من يرى ان هذه الحركة تطمح الى ان تكون بديلا للتنظيمات والاحزاب السياسية. وهنا نود ان نؤكد لكل هؤلاء ان هذه الحركة هي حركة سلام غير سياسية ولكل من يؤمن ويطمح سيادة السلام وتعتبر هذه الحركة نفسها مكملا لا معارضا لكل من يعمل بوسائل محتلفة من اجل تحقبق السلام والاستقرارفى بلدنا وشعبنا.
ولتوضيح اكثر ان هذه الحركة تهدف وتعمل الى زرع وبناء ثقافة السلام الى مراحل ما بعد النظام الحالى والظروف الحالية. ان النظام الحالى سيزول عاجلا ام اجلا حيث لا يوجد نظام ابدي يتربع العرش الى ما لا نهاية. ولتفادي خلافاتنا ان لاتكون دائمة ومستمرة تعمل هذه الحركة من الان لنشر و لسيادة ثقافة الاحترام المتبادل وثقافة السلام والاستقرار في ربوع بلادنا. ونؤمن بانه حين نكون متحدون في عملنا سننتصر ونحقق اهدافنا في اقصر وقت" يقال رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة ولقد خطونا الخطوة الاولى اليوم وسنحقق اهدافنا غدا.