كان من غرائب الامور ان تتهاوي أفئدة من الارتريين المقيمين خارج الوطن الي اديس ابابا منبع الحقد الدفين الاريتريا وشعبها  علي مر الدهور والاجيال بحثا عمن يقتلع لهم  جذور حكومتهم الوطنيه التي اتت بدم مئات الالاف من الشهداء.فالشعب الارتري وابناؤه الاشاوس هما وحدهما اللذان تجرعا ويلات الحرب والدمار وقساوة ظروفها ومختلف ارهاصاتها لا غيرهم من الذين كانو يعيشون خارج الوطن  وخاصة بقايا مجموعات سماسرة مرحلة الكفاح المسلح الذين سحب البساط من تحت ارجلهم بعد اكتمال التحرير 1991 وصارو ا غرقي تتخبطهم امواج الحقد والانتقام من  ذلك الشعب المكلوم الذي دفع اغلي ما يملك ثمنا للتحرير. اما الادهي والامر من ذلك انهم لم يكتفوا بالتشويش  وعرقلة عودة اللاجئيين ومسيرة البناء والتعمير بل ظلو يرشدون  الغزاةالاثيوبيين في الحرب الاخيره{بادمي{ 1998..2000 ظنا  منهم ان الوقت قد حان لامساك زمام الحكم في اسمره غنيمة باردة  من فارس احلامهم   ملس زيناوي الذي تعلم  ابجديات النضال والثوره في عرين الاسود في ساحل اريتريا التي اعتدي عليها جورا وبهتانا وافكا. اما هؤلاء الذين  توافدو الي اديس ابابا ومن في شاكلتهم من عديمي العزة والحياء كانو يصفقون  ويستبشرون خيرا بالجيش الاثيوبي الغازي وهو يدمر  وينهب ويغتصب الماجدات الاريتريات في تسني وبارنتو  وعدي ابعري وعدي قشي  .فماذا يرجي او ينتظر من هؤلاء بقايا اذيال العماله والتبعيه لاثيوبيا والذين باعوا زممهم بلقم  رخيصة من العيش؟ وما هم بمحبي اريتريا اكثر من شعبها الذي يعيش فيها  وقيادته الوطنيه التي  تصارع من اجل ان توفر له ولاجياله  القادمه  عيشا كريما  .ها قد انقضي المؤتمر وعاد ال53 عضوا  الي معاقلهم التي كانوا مغلوبين فيها علي امور معيشتهم وما هم بفاعلين شيئ بقدر ما نالو شرف العضويه بتكليف مجهول الاجنده, اما اذا كان التغيير  او  اقتلاع حكومة وطنيه  استمدت قوتهامن دم الشهداء والشعب بقوة  القزم المناطح ظله زيناوي , فهذا محال لانه فشل في ذلك عسكريا, واما اذا كان الامل معقودا علي امريكا لتفعل في اريتريا ما فعلته في   العراق فهذا بعيدا جدا لان اريتريا ليست لديها اسلحة دمار شامل تحرق بها نصف اسرائيل كما زعم الشهيد صدام. لذلك  كان الافضل لهم ان يبحثوا عن  خاتم النبي سليمان للوصول الي  ما فشلوا فيه ايام الكفاح المسلح للثورة الاريترية

اما بخصوص هروب ما يسمي بالتنظيمات  الاريترية من السودان الي اثيوبيا بحجج الاطاحه والتغيير  في اسمرا ما هو الا مواصلة لارتزاقهم الذي فقدوه بعد التحرير حيث كان الضربة القاسمة لظهرالبعير وكان التحرير كارثة لهم بدلا من ان يكون فرحة حقيقية من الاعماق  حيث ادخلهم في وجوم وسكرات حقد كانت تتمرحل وتتبلور  وتتسلق وتسقط وتتوجس وتصمت دهرا وتنطق كفرا  بالوطنية والمبادئ التي تباع عندهم بابخس الاثمان وخاصة لألد الاعداء في اقذر  وأفقر المزادات السياسية في العالم وهي اثيوبيا ظنا منهم ان ملس وحكام التيجراي لا يعرفون الاعيبهم, ولكن هيهات ان ملس وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي يعرفونهم اكثر مما تعرفهم الدول العربية التي كانت تفرق وتسد بينهم,يعرفونهم عندما كانت مكاتبهم معشعشة ينعق عليها البوم في كسلا وحلفا الجديدة وبورتسودان والقضارف والخرطوم,يعرفونهم عندما كانوا يتسولون علي هامش ساحات القتال علي الحدود السودانية الارترية لتبرير استمراريتهم في خداع الشعب والمحسنين لهم, لذلك كان من البديهي ان يفاجئهم ممثل النظام الاثيوبي في ما سمي مؤتمر القوميات الارترية في مقلي التي جعلتها اقدار الزمان ملاذا للارتريين حيث قال لهم انه لم يكن يعلم بأنهم ثوار تغيير للحكم الشعبي الديمقراطي في اريتريا حيث بهتوا وكانهم علي رؤسهم طير وهذا هو حال الشحاذ لايخجل حتي من عدو الامس له فان وجوههم من حديد, فما ذنب سائر الارتريين الشرفاء اذا  كانت قد رحلت خيول العزة من  بعض الارتريين وعاندها الصهيل؟
فالديموقراطية هي الورقة الاخيرة في مراوقاتهم التي لا تحصي ولا تعد ونذ انطلاقة الثورة1961 بقيادة البطل الشهيد حامد ادريس عواتي. وهؤلاء المارقين لايعجبهم العجب حيث لم يستبشروا بالتحرير خيرا1991 فبداوا  يحرضون الشعب الارتري المغلوب الذي كان يترغب  شعاع الحرية من وراء  أبنائه  الذين كانوا يقاتلون باسم الجيش الشعبي لتحرير اريتريا في ساحل  اريتريا ضد العودة لوطنه وحاولوا في تشكيك الاستفتاء ونتائجه وعرقلة مسيرة البناء والتعمير والوقوف جنبا لجنب مع الجيش الاثيوبي الغازي1998 وهو يروع  ويغتصب اخوات وامهات  الشهداء والذين كانوا في جبهات القتال.فلماذا  يتجرع الرئيس  افورقي وشعبه ويلات فشل تلك الجماعات المخربه  النضالي والسياسي؟

لماذا التطاول علي  الرئيس افورقي؟ الايستحق التقدير والاحترام من كل الارتريين؟ ولماذا  يكون جزاؤه جزاء سنمار؟ ألأنه وحد القوميات الارترية بعد ان مزقتها سماسرة الكفاح المسلح الارتري وارسي في افرادها مفهوم الوطنية والوطن ونكران الذات والمساواة التي  افتقدتها من دعاة العشائرة والقبلية؟ ام  لانه نجح في عبور مرحلة الثورة الي الدولةو أتي بما لم يأتي به القدماء والحاضرين في تاريخ الثورات التحررية لما توافرت فيه من صفات قياديه وسياسية كانت اساس نجاحه منذ التحاقه بالثورة حتي توج رئيسا للدولة. اما بخصوص الاعتقال والسجن فهذا من اوهن الاسباب ليعاب بها رئيسا  او قائدا علي ظهر البسيطة, فمن من الدول او الممالك والسلطنات والجمهوريا ت الديمقراطية منها والشعبية لا يعتقل او يسجن؟ فالسجون والمعتقلات هي لكل من اخل  بأمن الدولة واقتصادها ووحدة صفوفها الداخلية وذلك يتمثل في تأمين البلاد علي امتداد حدودها الجغرافية من الطامعين  عليها ومن داخلها من المخربين ومن اخل بذلك فلا غرابة ان يسجن في كل دول العالم ليس فقط في اريتريا وخير دليل للمعتقلات هو معتقل غوانتنامو في احدي جزر كوبا الشيوعية الواضح كالشمس وما اخفي في سائر المعموره هو الاعظم  . فاذا كان رواد غوانتنامو من الذين هددو ا وروعوا الامن القومي الامريكي في الداخل والخارج فما ذنب الحكومة الارترية اذا اعتقلت من شكل خطورة في امنها الداخي والخارجي؟ أم اريتريا اقل شانا من سا ئرالدول في مقامها؟ ام تريدون أن تكون اريتريا  كالصومال حيث لاجيش ولا امن ولا حكومة مركزية لتفعلوا ما لم يفعله الثعلب اذا دخل قفص الدجاج؟لا لا والف لا لا فالشعب أمانة تحت الحكومة الارترية مهما كانت ظروفها الاقتصادية والسياسية ولا يوجد من يحفظ ويرعي امن الشعب ومصالحه خيرا من  افورقي ذلك البطل الذي لا يهتم بعواء تلك الذئاب الوطنيه الجائعه والهائمة لتمزيق وحدة الوطن وذلك القائد الارتري المخلص  الذي تسخرون منه وتعيبون نضاله وقيادته للجيش والبلاد وأنتم الذين ادخلتتم جيشا  يبلغ تعداده الثمانين الفا الي السودان في حادثة كركون1980-1981 المشهوره بكل ممتلكاته الثورية حتي وسيطة اعلامه المتواضعه التي كانت تبث صوت الحرية والاستقلال للشعب الذي كان يتنفس الصعداء عند سماعها في اماسي اللجوء والتشرد اضحت رهينة  مخاذن وامداد الجيش السوداني في حامية كسلا والاسلحة التي  تناثرت في اودية وفلوات القاش وبركة والجيش العرمرم الذي كان مخدوعا في قيادته التي كانت تحفر الحفر التي وقعت فيها وتحيك الدسائس والمؤامرات لبعضها البعض دون حياء او خجل للتفرد بساحة القتال كقبيلة واحدة لتهيمن علي بقية القبائل زعما وبحثا عن ارث وملك لم يذكره التاريخ القديم منه ولا الحديث. لذلك أ رجوا من كل اريتري ذو عزة وكرامة ان لا ينساق وراء احفاد العملاء والمخربين من الارتريين خونة الارض والعرض الذين خروا ساجدين لتقبيل أحذية حكام تيجراي النتنة في مؤتمر اديس ابابا وبقايا سماسرة الكفاح المسلح في مقلي ولا غرابة في من توارث العمالة والتبعية في بيته او  تنظيمه الهالك أن يفعل ذلك

فأرتريا  دولة ذات سيادة كاملة ليست كغيرها من الدول التي نالت استقلالها بالمفاوضات والتبعية السياسية فلا أحد يملي أو يفرض عليها برامجه أو شروطه السياسية, فأذا كانت الحجة الديمقراطيه الليبرالية فلها مقوماتها والارضية والمناخ الملائم لذلك وهذا سابقا لاوانه لاريتريا  في الوقت الراهنو ولكن فليبدأ دعاة ورعاة الديمقراطية  بارسائها في الدول التي سبقت اريتريا في استقلالها وتتوافر لديها كل مقوماتها.

فلماذا  لا تطبق الديمقراطية في كوبا الشيوعية  التي تبعد من امريكا بضع أميال؟

ولماذا لا تطبق في الخليج والشرق الاوسط؟ ام لان هنالك بترول يتدفق ودول مجاورة لاسرائيل تعهدت بأن تحميها ولن تهدد أمنها؟فأ ريتريا ايضا لن تهدد امن اسرائيل فلماذ كل هذا ولأجل خاطر من؟    


سراج الدين عثمان محمد
الولايات المتحدة الامريكية
الاباما.