بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الإسلامي ووثائقه السرية

بقلم : أبوالحارث المهاجر

صاحب موقع ويكيليكس (جوليان أسانج ) فجرة ثورة من الفضائح المعلوماتية السرية للمراسلات التي كانت تتم بين الحكومات المختلفة . وفي نفس الفترة كانت هناك محاولة يائسة من بعض المواقع وبعض الاشخاص الذين لقبُوا أنفسهم بالكُتاب تأسيس ويكيليكس إرتري متخصصة في فضح الوثائق السرية لحزب المؤتمر الإسلامي الإرتري وكل إتفاقياته المريبة بزعمهم مع كافة قوى المعارضة الإرترية . فأصبحوا ينشروا كل فترة سطرين أو ثلاثة من الوثائق السرية التي بحوزتهم ولأن القوم لا يجدون عمل يقومون به ولا لديهم عطاء يقدمونه للمجمتع ولأن فاقد الشيء لا يعطيه شغلهم الشاغل وهمهم الكبير هو فقط فضح وثائق المؤتمر الإسلامي الذي تميز في الساحة السياسية عن غيره في أطروحاته الفكرية ورؤه المستقبلية وإستشرافه للمستقبل أزعج الكثير من السفهاء الذين يبيعون دينهم بالدرهم والدينار . والغريب ياليت من يتحدث لو كان يحمل هم إرتريا ومستقبلها أرضاً وشعباً وإنما هو نكرة من المجتمع الإرتري بل لا يعترف لوجودها البتة وأتخذ قرار الطلاق البائن بينه وبين إرتريا منذ وقت طويل ومرتب أمره للعيش في الوطن البديل ( السودان) وحتى في الدولة التي يقيم فيها فهو من أعضاء رابطة الشرق السودانية من خلالها لكي يتخفى ويمسك هنا وهناك ، وهذا الشغب ما هو الا للإستهلاك المحلي ومثل هذا الشخص كان الأجدر به أن يصحح مفهومه وموقفه تجاه وطنه وبلده إن كان حادباً لوطنه بدل البحث في الأخرين وتقزيمهم والتشكيك فيهم . وأنا أقول هذا الكلام لمعرفتي التامة بالشخص الذي ظن إن تغيير الأسماء سوف يكون حاجزاً لمعرفة الناس له وأذكرك أيضاً إن تغيير الأسماء لا يجدي عندما لا يتغير الجوهر ومن تخاطبهم خبراء في الفهم والوعي ، ولغتك هي نفسها التي تستخدمها في عدائك ضد المؤتمر الإسلامي بل أذكرك أيضاً بصورة أوضح لأنك لا تجيد التخفي رغم المحاولات المتكررة وهذا يعتبر الإسم رقم (4) كل ما فضح أمرك تختار إسم آخر ، صياغة مقالك رقم (2) للرد على كُتاب المؤتمر الإسلامي الذي إستخدمت فيه مسرحية قال لي وقلت له هو نفس الاسلوب الذي قمت بمحاولة إيهام القراء بأنك (علي سليمان بخيت) وفي الحقيقة علي عافة فعندما تلعب ألعب صح أو أترك اللعب لأصحابه .

في البدء عندما يتحدث الإنسان في أمرٍ ما يريد الوصول به إلى بر الأمان ويزود القارئ بمفاهيم صحيحة يجب معرفة الشيء بصورته الصحيحة بغض النظر إتفق أم إختلف معه ثم أقوم بالتحليل والإستنباط إن كنت أهلاً لذلك . في الأونة الأخيرة الوثائق السرية التي قامت بنشرها بعض المواقع في محاولة منها في التشكيك على المؤتمر الإسلامي كلها كانت مغرضة بنشر وبتر سطر من الوثيقة ، وعندما قاموا بنشرها كاملةً وضح الزيف . وهنا صاحب المقال (مفاوضات سرية مع نظام أفورقي) يكرر نفس السيناريو الذي أتبعه أسلافه الذين أعلنوا التوبة وأعترفوا بأخطائهم إما تصريحاً أو إقراراً بعد السجال الإعلامي مع أقلام المؤتمر الإسلامي ويبدوا صاحب المقال يريد أن يواصل في هرطقته المعهودة ولأنه أصيب في المقتل بعد تلك الضربات المتتالية التي تعرض لها من أقلام عناصر المؤتمر الإسلامي يريد أن يقول أي شيء يحفظ به ماء وجهه تجاه من كان يتبجح أمامهم وهذا لا يتأتى إلا بمحاولات إنتحارية لفضح المؤتمر الإسلامي مهما كلفه ذلك تارةً بإتهامه بالعمالة للجبهة الشعبية وأخرى بتسفيهه وتقزيمه ونفي العقل منه جملةً .

وذلك لأن صاحب المقال غائب كلياً في فهم مجريات الأحداث السياسية لقوى المعارضة الإرترية ، وأنا هنا لا أطالبه بالإستنباط والتحليل فهو أبعد ما يكون من ذلك لأن الذي يعجز قراءة ما هو موجود غير جدير بالإستنباط والتحليل . وأعني هنا المرتكزات التي تقوم عليها قوى المعارضة الإرترية يجب فهمها الفهم الصحيح ، وأريد أن أشير قبل الدخول في تفاصيل المقال على موقف قوى المعارضة الإرترية والإعلامين والأكادمين والمجتمع المدني في مبدأ الحوار وذلك حتى يكون الكلام مؤسس على فهم وليس على عواطف جياشة تنقصها النظرة الواقعية ويغيب عنها ضرورة معرفة المطلوب الشرعي والمقدور الشرعي .

  • أهم مقررات التحالف الوطني الديمقراطي في إجتماع عام 2008 كان الحوار مع النظام. (مراجعة مقررات التحالف).
  • إجتماع المراكز الإعلامية والأكادميين والقوى السياسية في قاعة الشهيد الزبير عام 2008 لمناقشة قضايا الحوار الوطني أهم ورقة التي خرج بها كانت الحوار مع النظام وآلياته. (الدراسة منشورة في موقع عدوليس).

علية صاحب المقال يغرد خارج السرب لا يفقه ما يدور في الساحة السياسية الإرترية ، أو يعني أنه يحمل فهماً أعمق من جميع هذه الكيانات أعلاه ، وبالتالي تصبح جميع الكيانات الأخرى فاقدة الوعي ترقص علي مزامير حفلات الزار أو طبول حلقات الدراويش وهذا هراء وجنون العظمة الذي أصيب به . وهنا شذوذ المؤتمر الإسلامي عن إجماع قوى المعارضة الإرترية ظهر زيفها مرة أخرى .

رؤية المؤتمر الإسلامي للحوار من الناحية الشرعية والسياسية :

فلسفة المؤتمر الإسلامي تقوم على إعتبار الحوار وأنه من أبرز الأساليب الحكيمة التي جاء بها كتاب الله الكريم وسنة المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم ، وقد استعمل الحوار فى أعظم المجالات وأجلها من إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى وصدق الرسول الكريم فيما يبلغه عن الله . فالداعية الإسلامي الذي يحمل هم الدعوة الى الله هداية للناس وتحقيقا لما فيه مصالحهم العاجلة والآجلة لابد له من أن ينطلق من الاختلاف والتنوع والتعدد واقعا ، ويؤمن بالوحدة والعيش غاية ، وأن يتخذ من الحوار والتواصل جسرا ومنهجا ، في جو من الحرية والشورى وعلى قواعد علمية وأخلاقية تتجاوز الحدود والحواجز ، وتخترق الحجب وصولاً الى رحاب الانسانية المخاطبة بشرع الله ودينه حتى تصبح من أمة الإجابة والهداية . وحتى يكون للحوار ثمراته وآثاره المرجوة منه فلا بد له من ركائز وأسس هامة هي :

أولا : ان الناس جميعا خلقوا من نفس واحدة ومن ثم فكل البشر سواسية لا استعلاء لأحد منهم على احد بسبب العرق او اللون او الجنس او العنصر مادام الهدف هو التعايش فى ظل الامن المتساوى للجميع ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها )  سورة النساء  ( ولقد كرمنا بنى ادم وحملناهم فى البر والبحر)  سورة الاسراء  ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) .

ثانيا  : لا بد أن يكون هدف الحوارالاسمى هو الحفاظ على حرمات الانسان وانسانيته وحرياته ومقومات حياته بحفظ نفسه ودينه وماله وعرضه وكرامته قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لانعبد الا الله ) سورة ال عمران.

ثالثا : ان الحوار لا يعنى بالضرورة إلغاء احد طرفي الحوار أو حتى إلغاء التمايز أو الاختلاف كما لا يعنى سيادة طرف على آخر او حضارة على سواها ، إنما لا بد من الوصول الى إحترام الخصوصية الثقافية والحضارية او اى نوع من انواع الخصوصيات حتى لايصبح الحوار صراعا ينتهى الى صرع احد الاطراف للآخر .

رابعا  : وحتى يصل الحوار الى نتيجة وغاية فلا بد فيه من استعداد المتحاورين الكامل للتخلى عن موروثات الحقد والعداء القديمة من ثارات ونزاعات وحروب ، بل يجب أن يكون الحوار دوما نظرة نحو المستقبل ليكون افضل من الماضى والحاضر  .

خامسا :  اعداد القوة والتزود بالمعرفة والحنكة بكافة اشكالها وانواعها لقوله تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .

إذاً بهذا المفهوم المأصل والمدلل  عليه من الناحية الشرعية يقوم المؤتمر الإسلامي في فلسفته في الحوار مع الآخر والتعاطي معه . ومن المنظور السياسي  يرى المؤتمر الإسلامي الحوار وسيلة فعالة لتفاعل الفكر السياسي ، والاهتمام بالحوار يعمق الوعي بالحقوق والمصالح وينبذ العنف ، ولأجل أن يصل الحوار إلى حلول ونتائج إيجابية تساعد في حل المشكلات السياسية والاجتماعية وتجاوز الكثير من العقبات نحو التفاهم والبناء ينبغي أن يقوم على الأسس التالية :

  • الإقرار بوجود تعدد وتباينات دينية وثقافية واجتماعية في المجتمع الإرتري ، ولا يكفي الإقرار بوجوده فقط إنما ينبغي أن يكون ذلك حاضرا في حواراتنا ومعادلاتنا السياسية باعتبارها المادة الأساسية التي نتحاور عليها .
  • اعتماد الصراحة والصدق في المناقشات الحوارية والحرص على الوحدة الإرترية .
  • تقديم المصلحة العامة التي يشترك فيها الجميع على المصلحة الخاصة والبعد عن الأنانية والمصلحة الضيقة .
  • الوفاء والالتزام بالنتائج التي نتوصل إليها والجدية في إنزالها، في الميدان العملي .
  • إدارة الحوارات بطريقة تعتمد على حيثيات واقعية محددة بشكل موضوعي .

والرجل للرعونة التي تميز بها فإنه لا يحفظ سراً أئتمن عليه من قِبل بعض المساكين الذين يحاولون إستمالته إليهم بتمليك جميع ما لديهم من المعلومات الثمينة والضعيفة التي يظنون أنها تسيء إلى المؤتمر الإسلامي نوعاً وكماً ومازال الرجل يعيش في معلومات سنة 2006 والمعلومات التي يرددها بالية وأكلها الدهر. والرجل لم يحفظ الجميل للعناصر التي تقدم له المعلومات بصفة قبلية في كيفية مواجهة تنظيماتها التي لم تعلن أي شيء ويتم التشكيك في التنظيمات مع قواعدها بإجراء حوار مع النظام ، وأيضاً محاولة إحراج التنظيمات مع الشخصية العربية في مصداقيته في فعل شيء ما في الشأن الإرتري والإستخفاف به وبمقدراته ، فكان الأجدر به أن يكون مقام الأمين وهناك معلومات مسموح بنشرها وهناك غير مسموح إن كنت تعقل الآداب والأعراف لكي تحافظ على علاقاتك القبلية مع العناصر التي ورطتها في تسريب المعلومات ، وكما يقال إذا وسد (وصل) الأمرإلي غير أهله فانتظر الساعة . ولكن لحقده تجاه المؤتمر لا يميز أي شيء وهذا صاحب العقل الرزين الذي نفى العقل عن  الآخرين .

وفي تقديري صاحب المقال مربك في مقاله يقول شيء ثم يثبت  عكسه تماماً بالرغم أنه شن هجوماً عنيفاً على المؤتمر الإسلامي بالمفاوضات السرية التي أجراها مع النظام كما زعم الا انه لا يمانع أن تكون هذه المفاوضات بقيادة جبهة التحرير أو حركة الإصلاح أو الحزب الإسلامي، إذاً الرجل يتحدث بحقد ضد المؤتمر ويقيم الدنيا ولا يقعدها في كل شاردة وواردة وكأنه يطلب ثأراً من المؤتمر الإسلامي وهو المدعي وهو القاضي أيضاً في إصدار الأحكام المسبقة . وربما هناك معلومات سرية يبدو الجهات التي تزودك بالمعلومات تلعب بعقلك وتلوح لك بنصف معلومة وأنت مثل الببغاء تردد في كليمات لا تعرف عنها شيئاً والغريب هنا ليس هو المؤتمر الإسلامي وحده المورط  إن كنت تراها ورطة جبهة التضامن ( حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري وجبهة التحرير الإرترية والحزب الإسلامي والحركة الفدرالية ) إلتقت بالرجل العربي وفضلت عدم الخوض في التفاصيل لظروف موضوعية ذاتية وإقليمية ، علماً أن المؤتمر الإسلامي هو من قام بالتنسيق والترتيب حتى أوصل الرجل العربي لكي يلتقي بجميع قيادات التنظيمات المذكورة أعلاه  وجميع التنظيمات رحبت بالفكرة وقدمت لها كل الدعم  والمؤتمر الإسلامي حفاظاً على العهود والمواثيق  وسلامة العمل ونزولاً لرغبة الأطراف الأخرى تعمد عدم ذكر أي شيء حول هذه الخطوة ولو كانت هذه المبادرة من الأطراف التي تتغنى بها لكنت من الراقصين في أنغامها فرحاً لما تحققه جبهة التضامن من إنجازات وعلاقات محلية وأقليمية ، بالرغم أن مثل هذه الامور تعتبر إنجازات سياسية وإعلامية للمؤتمر الإسلامي كان من حقه أن ينشرها ولكن المؤتمر يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وعلى كلٍ الأمور تسير وفق ما خطط له وعما قريب لعلنا نقرأ مقالك من أسمرا بدلاً من الدوحة . والرجل يتلاعب بالمصطلحات فهو إما أنه جاهل وعاجز عن الفهم للنصوص أو حاقد يريد الإيقاع بين مختلف الأطراف ، وما كنت أريد الخوض في هذا الموضوع ولكن يبدو أن بعض الأطراف أرادت تسريبه بهذه الطريقة ربما لشيء في نفسها وأيضاً هناك بعض العناصر من جبهة التضامن ناقمة على قياداتها بجمودها وعدم تحقيق شيء يذكر وهي مجتمعة في الوقت الذي يحقق فيه المؤتمر الإسلامي إنجازات سياسية وإعلامية ودبلوماسية وهومنفرد ، لذلك وجب التوضيح. سؤال يطرح نفسه هل هناك مفاوضات مع النظام ؟ ومن المطالب بها النظام ام القوى الإسلامية والوطنية التي إلتقت بالشخصية العربية ؟

في الحقيقة وأنا هنا أتحدث ولدي معرفة تامة بالملف ما جرى ليس مفاوضات ولا يوجد شيء إسمه مفاوضات مع النظام من الناحية العملية بسبب بسيط وهو أن النظام لا يعترف بالمعارضة إسلامية أو وطنية . ما جرى هو أن بعض الشخصيات العربية ومن خلال ما يمليه عليها الواجب والضمير تجاه الشعب الإرتري أرادت أن تقوم ببعض المبادرات التي ربما تكون مفيدة للقضية الوطنية الإرترية عامة  وحينها طلب من الجهة المباشرة معه في التواصل وهي المؤتمر الإسلامي بتقديم رؤية أولية للحوار وذلك لكي يتم الاستنارة بها على صعيد الأشخاص الذين يرغبون في تقديم خدمة لشعبنا ولكنهم لا يعرفون ما هي حقوقنا ومطالبنا وما هي المحاذير التي نخشاها فكانت الورقة مساعدة لهم وليست مسودة حوار تقدم للنظام الذي لم ولن نعتقد أنه يمكن أن يقبل بالتفاوض والحوار بهذه ا لبساطة ولكن من الغباء والبساطة السياسية أن تقول لمن يعرض عليك الحوار ويقدم نفسه لذلك أنك ترفض الحوار لأن ذلك يضع المعارضة في خانة الإفلاس السياسي والتصلب الدبلوماسي وهذا معروف لكل من مارس السياسة وسار في دروبها وهذا ما فعله التحالف مع بعض الدول الأوروبية التي عرضت في فترة من الفترات الحوار مع النظام وأن تقوم هي بدور الوسيط فقد وافق التحالف على ذلك دون أن تقوم الدنيا أو تقعد لهذا الأمر ولكنه الكيل بمكيالين عندما يكون الأمر من المؤتمر الإسلامي، وخلاصة القول أؤكد أنه لا توجد مفاوضات سرية أو علنية مع النظام وإن وجدت فسوف يعلن عنها في حينها فلا تقلق.

وبهذا يتضح تماماً بأن المؤتمر الإسلامي يعمل بوضوح مع الإسلاميين وغير الإسلاميين ووجه سؤالك لمن يمدك بالمعلومة منتهية الصلاحية وتفسير سكوت مجموعة التضامن من هذه الخطوة أو ربما لا تعلم أن قيادتك إجتمعت مع الرجل العربي ونأمل الآن أن يحملك العدل والغيرة الوطنية في الهجوم عليهم أسوة بهجومك على المؤتمر لإقدامه على أمر تورط فيه الجميع أم أننا سننشد مع شاعر العرب :

أحرام على بلابله الدوح                        حلال للطير من كل جنس

وأقول لك بأن دهاليز السياسة إن كنت تفقه في السياسة شيئاً تحتم عليك خوض جميع المعارك بأساليب مختلفة ، ومحاولة الحوار مع النظام بطريق مباشر أو غير مباشر لم تكن الأولى من نوعها ولن تكن الأخيرة وفشل تجربة سياسية مارست الحوار لا يعني إلغاء الحوار كقيمة أو وسيلة لفض المنازعات وإنهاء الخصومات كما أن فشل معركة عسكرية لا يعني بالضرورة إنهاء العمل المسلح مطلقاً وهذا مدرك بالبديهة للعقلاء  . وفي عالم السياسة لا يوجد عداء دائم ولا صداقة دائمة وإنما تحكمها الحقوق والمصالح . والسؤال المطروح هل إثيوبيا وهي تستضيف المعارضة الإرترية نستبعد في القاموس السياسي أنها ربما ستعمل على حل مشكلتها ومشكلة المعارضة من خلال الحوار؟ وإذا ما طرح الحوار إقليمياً أو دولياً هل سيقابل بالرفض والتخوين والعمالة لمن أقدم عليه؟

وعموماً  تغير النظام مطلب شرعي وضرورة واقعية ويتم بعدة طرق منها الإنقلاب العسكري من الداخل أو الزحف العسكري من الخارج أو الثورة الجماهيرية الشعبية أو الحوار والمفاوضات المفضية إلى عملية  التحول الديموقراطي المتدرج أو الجمع بين هذه الوسائل وكل يحدد الاسلوب والوسيلة التي يستطيع من خلالها تخفيف وإزالة معانات شعبنا المغلوب على أمره  والمطلوب يا عزيزي التفكير في إيجاد التوازن السياسي والمجتمعي  داخل إرتريا حتى نتحدث عن السيناريوهات المطروحة أعلاه ولكن هل من يبحثون عن الوطن البديل ويسخرون إمكانات شعبنا المادية والبشرية لهذا الغرض لهم الأهلية لصناعة هذه الخيارات وحمل النظام عليها؟ أم أن المطلوب فقط هو الإلهاء السياسي بعيداً عن الميادين الحقيقية للصراع  والتي لا تحل مشكلة شعبنا ولكنها تزيده إحباطاَ  وتأزماً والمؤكد أن من يجبن عن ساحة النزال السياسي من خلال الحوار ليس جديراً أن يحمل بندقية يقاتل بها إلا أن يكون في تفكيره أن من يقوم بمهمة القتال هم أبناء الغلابة من سكان مخيمات اللاجئين ويكون دوره محصوراً في القتال عبر الانترنت بعد أن يمتلأ من (كبسة الخليج) ليقاتل من وراء الحجب مستخدماً سلاحه(الكيبورد) ليعود إلى فراشه آمناً من كلم أو جرح أو شهادة ليستقبل في اليوم التالي ردات الفعل من ذات الوسيلة ليتنفس الصعداء وليقول ما أعظمه من جهاد لا جرح فيه ولا شهادة تخرج فيه سالماً غانماً ثم يكتب إسمك في قوائم الأبطال من الكتاب.

وإذا عدنا إلى المقال في الفقرة (موقف النظام من القضايا الوطنية التي سبق ذكرها ومقدار تعديل سلوكه إزائها ولو بشكل متدرج وصولاً إلى الكمال في نهاية الأمر فإن نقص التمام لا يمنع التعامل مع واقع الحال بحكمة تقتضيها طبيعة التحولات في النظم السياسية والكيانات المجتمعية) ويتباكى فيه قائلاً إن المؤتمر الإسلامي إعترف صريحا بالنظام  وأنه بذلك خالف إجماع قوى المعارضة ، أقول النظام القائم هو نظام الأمر الواقع رضيت أم أبيت بغض النظر هو نظام مستبد ودكتاتوري وظالم ولكن هو من يحكم البلاد والعباد وإذا أردنا الحوار جدلاً مع النظام فالنظام القائم هو الذي يجب أن تحاوره وليس نفسك  . ونقص التمام لا يمنع التعامل مع واقع الحال بمعنى أنت عندما تدخل في مفاوضات مع أي طرف ستحدد سقفك الأعلى والأدنى  فعدم بلوغك السقف الأعلى المطلوب لك لا يعني نهاية الأمر وإنما حصولك على الحد الأدنى هو التمهيد وتأسيس البناء للوصول إلى الكمال المنشود . وأما الأعتراف فلحظة الشروع في التفاوض ضمناً حصل إعتراف متبادل فالنظام الذي يصر على التنكر لوجود معارضة لا يمكنه التنكر لها بعد الإعلان عن التفاوض وللأسف الشديد المعارضة لم تصل بعد الى ذلك دعك من  أن تحقق شيئاً عبر الحوار.

والسؤال المطروح :

هل من لا يحسن قراءة المكتوب وفهمه بشكل جيد يستطيع أن يحلل وينصب نفسه حكماً على أقوال وأفعال وتصرفات الآخرين؟ أم أن عمي الحقد والضغينة والإندفاع الأهوج منعك من الفهم السليم لما كتب ؟

وأما الفقرة الثانية (وبعد قراءة موقف النظام من القضايا السابقة يمكن تداول الأمر بكل تفاصيله مع المعارضة كلها أو بعضها حسب مقتضيات الحال من خلال ورشة خاصة بهذا الشأن) يبدو أن الكاتب حمل هذه الفقرة ما لا تحتمل فإن المفاوضات بطبيعة الحال ليس من شرطها أن توافق إجماعاً بين كافة الأطراف بل قد يقبل بها البعض ويرفضها الآخر فالمقصود أن قضايا الحوار في نهاية المطاف يتم التداول فيها مع من يقبل بها سواء من قبل هو الكل أوالبعض وليس في ذلك ما يعاب فإننا نتابع أوضاع الحوار والتفاوض في كل بقاع الأرض ونقرأ ما فيها ونستفيد من دروسها فليس من الحكمة السياسية وضع البيض كله في سلة واحدة فقد يأتي المتأخر بما لم يأت به المتقدم وقد يمهد المتقدم الطريق للمتأخر فلولا مبادرة الشريف الهندي التي كانت في حينها ردة سياسية من منظور من كانوا يحملون شعار فكفكة الإنقاذ ومحو آثارها وهم يعدون العدة من أسمرا كما نعد نحن اليوم العدة من أديس ابابا لما حدث التحول الديموقراطي  البطئ في السودان ولما عاش الجميع في كنف هوامش الحريات الموجودة في السودان فأعتبروا يااولى الأبصار مع إدراكنا التام لطبيعة الشعبين والنظامين ثقافة وممارسة ولكن المقدور لا يسقط بالمعسور والإفطار على بصلة خير من الإمساك المستمر فإنه لا صام من صام الدهر كله !!!

ولجهل الكاتب وحقده أخذ يتحدث بصورة غوغائية على قيادة المؤتمر الإسلامي وبالرغم من حداثة التنظيم في نشأته وظهوره في الساحة الإرترية  ومحدودية إمكاناته المادية, فإن قياداته وكوادره وأعضائه عملوا في المجال السياسي والتنظيمي في تنظيمات إرترية أكسبهم ذلك قدرا من الخبرة والمعرفة السياسية والتنظيمية , وقد وضح أثر ذلك في الصورة التنظيمية التي ظهر بها المؤتمر الإسلامي في الساحة الإرترية  والتي أثبت فيها وجوده كقوة تنظيمية حديثة تتمتع بإمكانيات وقدرات ذاتية تمكنه من القيام بدوره ومسئولياته . ويمكننا أن نورد أهم المقومات والإمكانيات التي تتوفر للمؤتمر الإسلامي :

  • امتلاك رؤية شاملة متوازنة وبرنامج سياسي واضح يعبر عن وجهة نظر التنظيم في القضايا الحياتية الهامة في إرتريا ، المبنية على تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة ، والمنطلقة من المرجعية الإسلامية ، والمستصحبة لظروف الواقع بمنهجية معتدلة ، تتجنب المغالاة والتساهل، والإنغلاق والإنفتاح ، والتهور والجبن ، والتشدد والتميع ، وتحافظ علي التوازن بين المثالية والواقع ، وبين المطلوب والمقدور، تسير على التدرج في الإصلاح وفق أولويات مرتبة ، بمرونة تحافظ علي المبادئ والقيم الأساسية المكونة لهذا التنظيم ، وتساعد على تفادي وتجاوز العوائق والتحديات .
  • وجود قيادة وكوادر واعية بمسؤولياتها وواقعها ، تمتلك علماً وخبرة تؤهلها لإدارة عمل تنظيمي وسياسي ، تؤمن بالشورى والمشاركة الواسعة ، وتعتمد الشفافية في إدارة عملها ، تجمع الناس علي الحب والعدل ، وتسعي لترسيخ هذه القيم في نفوس أعضاء التنظيم .
  • قاعدة جماهيرية وشعبية متحمسة للتنظيم وبرامجه ، صادقة الولاء ، مستعدة لتحمل أعباء التنظيم، والتضحية بما تملك من وقت ومال ونفس في سبيل تحقيق أهدافه ، تتميز بالتنوع العلمي والمناطقي والعمري والفئوي والجنسي ، منتشرة في الداخل والخارج .
  • علاقات طيبة مع كل القوى السياسية الإرترية ، وسمعة حسنة لدى أوساط الشعب الإرتري ، وقبول عام لرؤى وسياسات المؤتمر الإسلامي .

فإذا كان سياسياً لا يساوي مسمار صغيراً في مصنع سيارات وإجتماعياً لا يساوي جناح بعوضة وإسلامياً ماعون ضئيل فلماذا هذا الخوف والهلع ؟ وهل يستحق أن تقوم بكل هذا الجهد من كشف للوثائق والبحث عن التكوينات السياسية والإجتماعية ؟ فلماذا لا تتركه وشأنه ؟ وهل تنظيم بهذه الصفات التي ذكرتها يقوى للوقوف صامداً طوال الفترة الماضية ؟ لكن يبدو أن المؤتمر الإسلامي كان يجهل بأن منظمة المعايير الدولية (ISO) تتجسد في شخصك للحصول على شهادة جودة التنظيم .

وتحدث الرجل في شأن المكون الإجتماعي للمؤتمر الإسلامي بصورة سطحية تعكس جهله وضحالة فكره العقيم الذي يدعي أنه صاحب عقل وفهم وهو يتخبط في براثن الجهلاء والحمقى . ومن الذي منحك التفويض أن تتحدث وتقسم المجتمع الإرتري بوزن ريشة ووزن الفيل اليس هذه عنصرية وقبلية نتنة وشيفونية ضيقة حتى إسياس الذي تظهر عداوتك وتبطن التذلل له لم يعلن بها . إنسان لا يحسن التحدث ولا الفهم السليم غير جدير بأن يتحدث في شأن العامة ومثلك في قاموس الشريعة  يسمى الرويبضة . ومن تكون أنت إجتماعياً حتى تتحدث عن الآخرين .أم أن دينك  الذي تدين به هو دين أهل الجاهلية ورسولك هوشاعرها أمرؤ القيس القائل:

ونشرب إن وردنا الماء صفواً .......... ويشرب غيرنا كدراً وطيناً

إذا بلغ الفطام لنا صبي ........ تخر له الجبابرة ساجدينا

لكن نقول لك إن نفس منطق الجاهلية يقول لك :

ألا لا يجهلن أحد علينا ....... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وهل بهذا التقسيم الإجتماعي العقيم المنطلق من العقلية الإستعلائية نقرأ من وراء السطور فيها أن المواطنة في دولتكم القادمة ستكون درجات الأولى لوزن الفيل والثانية ...... والثالثة......... والأخيرة لقوانا الإجتماعية التي لا تزن جناح بعوضة ؟؟؟ ومن هي لو تكرمت  هذه القوى الإجتماعية حتى تعرف مستقبلها السياسي في دولتكم المشؤومة؟؟ وأليس من حق المواطن البسيط أن يصل إلي نتيجة مفادها أنه إن عول على هذا النمط  من العناصر في عملية التغيير سيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار وخاصة إن أدرك بأنه موعود بمزيد من التهميش والإقصاء في دولة وزن الفيل ؟ يا ويل للشعب الإرتري يوم قدومكم !!!!

ونحن في  التنظيم – وبعيداًعن منطق الإستعلاء العرقي والسياسي- نعلم جيداً قوتنا ومقدرتنا وتكويننا الإجتماعي المسلم الذي يحوى جميع مكوناتنا ومن جميع الأقاليم وجميع القبائل الإرترية التي نعتز ونفخربالإنتماء اليها .

وإسلامياً المؤتمر الإسلامي هو الممثل لدولة إرتريا في  العديد من المحافل والمنافح عن قضايا الشعب الإرتري  ولولا ذلك لما خطت يداك بالقلم لتكتب عن أسرار وثائقه التي تسربت إليك وإلى أمثالك من الوسطاء العرب كما زعمت !!!

وفي الختام التعايش الوطني هم مشترك لكل الإرتريين ، والشعب الإرتري يتميز بتعددية قبلية وعرقية ولغوية ، وثنائية دينية وثقافية (مسلمين ومسيحيين ) ولكل جهة خصائصها وميزاتها لا يمكن إنكارها وتجاهلها، كما لا يمكن استقرار هذا الشعب المتعدد في تكويناته من غير احترام هذه الخصائص . وأنه مهما كانت نظرة المسلمين والمسيحيين لإرتريا متباينة فلا يستطيع طرف أن يتجاهل الآخر في صياغة هوية الوطن باعتبار أن كلا منهم يشكل مكونا أساسيا في المجتمع الإرتري ، ومن هنا تبدو مسألة التعايش ضرورة وطنية .

وبالله التوفيق

26/12/2010