الأمم المتحدة والأزمات الإنسانية في إرتريا

بقلم : الملثم العنسباوي

فعلاً نحن فى حوجة ماسة لنخبة متجرده لأدارة الصراع وإزالة مخلفاته ، والوقوف على أزماته الحالية والمستقبلية عبر مؤسسات مدنية تُحسن التواصل مع الأمم والشعوب من خلال والوسائل المتاحة كثير من الكتاب تحاول أن تجد مدخل يناسب ما تطرح من مقال حتي يخاطب العقل والقلب معاً في آن واحد لتوصل رسالتها الى القارئ الكريم وتجد كثير منهم بما يخص الحالات الأنسانية في حثها للنهوض والتحرك والعالم لا يخلوا يوميا من أزمة ، فالحالة فى هايتي تحتاج الى استنفار كامل لأن الصراع فيه مع الوباء والمرض ومثلها أزمات فى العالم في أسياء وافريقيا وارباء بالاضافة الى أزمات الوطن الواحد ومداخلها ومخارجها شتئ لا تحصي ولا تعد فحالات الصراع ذات الطابع المصلحي النفعي تجيش لها الجيوش وتصنع لها الأت الفتك والهتك ، والصراع الفكري يؤسس لفرض واقع يحتمل ايضا الرفض والقبول وربما للتصادم مما يحدث أزمات تأخذ دورتها بحثاً عن حلول ومخارج

وأخيرا يوحي واحد منهم بحلول حتي يتحرر الانسان من الذى جرى .

السؤال الطبيعي لماذا هذا الصمت الأممى والعالمي أتجاه منطقة ضعضعتها الحروب وشلة الأوبئة حركتها ونمؤها الطبيعي .

والذي أصاب إرتريا في مقتل رغم كل التجاهل قديماً وحديثاً ، هو إنقلاب الثوار الأحرار الى مرتزقة تحكم تصرفاتهم الفردية والجماعية مطامع الإنحلال الخلقي والأخلاقي ، والذي إنعكس بظلاله على المجتمع الإرتري في حالة الانفلات التي إنتابت قيمه وأعرافه ذات الطابع الديني المحافظ ، رغم كل ما أفسده المستعمر فى محاولات تغيرية للمجتمع الإرتري بمفاهيم الضمانات والأستراتجيات التي تٌحكم قبضتها من بعيد حتي تحقق هدف إستغلال للأنسان الإرتري ومقدراته فى شتي المناحي دونما أعتزار لما سبق أو عون لما يحدث اليوم ، والتجاهل التام الذى تمارسه منظمة الأمم المتحدة أتجاه إرتريا وشعبها هو جريمة ضد الأنسان ومؤمرة أقل ما توصف بالوقاحة فى مسلسل البيانات والأحصاءات الشهرية والسنوية بما يعرف بالتقرير ، وبغض النظر عن ما يصدر هنا وهنالك عن أدانت للأنتهاكات للحقوق والحريات في إرتريا وخاصة مركزي سويرا المتخصص فى الحالة الإرترية و هيمن رايت وتش العالمية والتي تعاني من قلة المهتميين بهذا البلد ومعانة شعبه في الداخل والخارج وهو أمر مقلق ومحير في نفس الوقت ، واذا حاولنا أن نحدد او نعدد حجم الأنتهاكات نجدها بصورة لا تتقبل سوى فغر الأفواه من شدة الزهول ، وحقيقة لقد أنفجر الموقف فى صمته كبة للحقوق والحريات حتي اصبح الأنسان الإرتري دعاية لكل ما هو مهضوم للحقوق وأمسة المعاناة واقع يلامس كل ما يمسنا ويحيط بناء حتي الاجواء تلوثة من وجودنا وأصبحنا نعتاش من التفرق في كل بقاع الارض هرباً ونسيجنا الأجتماعي مهلل تجده يجتمع ليفرح ساعة وسرعان ما يهرب الى ظلامه الذي يخبئه حتي لا يراى ما به من مأساة مجسدة تماما من خلال مشهد حزين في ملفات كثيره منها

ملفات اللأجئين ، الملفات في الحقوق الدستورية ، وملفات الاحوال المدنية ، وملفات القضاء ، والملف الأمني وهكذا من ملف الى أخر تتناقله عجلة الأنتهاكات والتغيب في دوران حول النفس يتعاقب عليها الليل والنهار في أزمات متداخلة لا تستطيع أن تفصل بينها وأن حاولت الفصل اخدشت بعضها حتي تحدث جروح تسبب كثير من الالم ، وهذا الأمر يصيب الشعب الإرتري بنوع من العجز التام عن العمل وتحقيق وظيفته الأيجابية نحو النمؤ والتطوير أتجاه نفسه في الحد الأدنى ، يصل معها الى حد عدم القدرة على رد الظلم والعدوان ، بل يذهب تماماً للتجاه الخاطئ والمعاكس وهو الخنوع والأستسلام ومد الرقاب والاعناق نحو حواف السيوف و مقاصل الأعدام من شدة اليأس مما انتهى اليه حاله، هذا ما وصلنا اليه اليوم عبر دكتاتورية لاتعرف كيف تهيمن سوى أستخدام منهجية الصخرة الفرعونية ، عبر ممارسات إزلال النفس وأستحقار الأخر عبر سفسطه لا تحترم عقل ولا تحترم الذات ، وهي ممارسات أممية منظمة وممنهجة تعطي زرائع مستهجنة ومستفزه لا تقبل المنطق ولا النقد ،من خلال مراكز دراسية فكرية ، تعتمد على دول العالم الثالث (كفارة للتجارب ) فى تنفيذ ودعم ما تنتجه عقول مفكريهم وفلاسفتهم ، لا عقولنا التي تدهس بالحذاء نهاراً جهاراً وامام مرائ من الجميع ، هكذا يتعلم دكتاتورنا المبجل أن يحترم شعبه لأن المحصلة هي الهيمنة كما تفعل قوانين المنظمة الأممية التي إستباحة البلاد والعباد ، وصف هذا النوع من الشعور والحالة عند علماء الاجتماع استطلاحاً فى كتاباتهم (الأنومي) والكلمة لها أصل فى اللغة اليونانية القديمة وتعني اللا قانون و(نوموس تعني القانون) ولكن عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إميل دوركهام أشاعها في كتاباته للتعبير عن الحالة التي يتراجع فيها الدور الإيجابي للقيم ، بحيث يكرس التراجع والتخلف بدلاً من أن تكون محفزا للنهوض والتقدم . ومنذ ذلك الحين (القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين) أصبح المستطلح ضمن موسوعة علم الاجتماع الأكثر أستخداماً وشيوعً في وصف أزمة القيم أينما حلت

وإرتريا كغيرها ممن أصابهم أمراض المستعمر ومخلفاته فى مقتل ، ورقم تمسك شعبنا في الداخل ورفضه التام لممارسات الطقمة الحاكمة في أسمرا ، في شكيمة وعزيمة قوية حتي يوارى فى التراب فى تحدي كامل لمحاولات التذويب والتصهير المستخدمة ضده من قبل النظام الحاكم عبر الوصايا التامة والتغيب الكامل من حقه الشرعي والدستورى ضمن مقررات كفلها الخالق سبحانه وتعالي فى جميع الكتب السماوية المنزلة (القران الكريم – الانجيل - والزبور ) واقرتها الأعراف والقوانين الأممية ، التي تنتهك بأسم الوصايا او بقوة الهيمنة كما تمارس امريكا فيتوها المعارض فى كل ما يتنافي ومصالحها

والتغيب في إرتريا أزمة أنسانية حقيقية تسترعي كل أنتباه خاصة أبناء المعتصم من الأحرار الذين يرفضون الضيم ويتحركون افراداً وجماعات أتجاه رفع الوقع الأليم ، عن المسلوبة أرادتهم ومشاركاتهم في جميع أنحاء العالم ، وحالة الفساد التى وصلة اليها البلاد والتي طالة الجميع دون أن نفرذ شارك فيها المجتمع الأممي والعالمي بصمته المبهم وهو وصمة عار صاحبت هذه المنظومة أتجاه الشعب الأرتري فى كل مشاكله منذ زمن ليس بقريب بمقايس الأزمنة ، وهذا الكبت أنعكس على سلوكيات المجتمع مما يستدعي حالة من الأسعافات الطارئة لتحرير الأنسان الإرتري مما وصل اليه من إنفلات فى كل شئ رغم أنه دفع كل ما يملك ليحصل على شئ فارق حتي أماله وأحلامه

وفي هذا الصدد عن الحلم والأمال نذكر بأن الرجل الذي راء فى منامه اسياس وهو يتربع ويهمن على الحكم لم ترى عينه النوم منذ ذلك الحين حتي محاولات اسياس لم تفلح معه فى أن يعاود الكره لعله يراه يتربع على حكم القارة الأفريقية أو على الأقل بحكم إرتريا وإثيوبيا والسودان فالأحلام ليست مستحيلة

إلا أن حلم الشعب الإرتري أصبح من سابع المستحيلات

وحتي يتحرر الأنسان الإرتري لابد من صنع المستحيل وبذل الغالي والنفيس بتجرد واعداد جيد وبدون ضغينة واجنده خفية وبمفاهيم واضحة وخطوط عريضة تري بالعين المجرده ، فالكتب السماوية أنزلة دستور وميثاق عليها يحاسب الله عزوجل عباده ، أوضح فيها كل ما يدورحول الأنسان وما يهمه وبها ما يصلح وما يضر ، وترك لنا الخيارات مفتوحة ومتاحة ، وهو القادر أن ياتي بناء جميا فرادى وجمع ولا ننفعه ولا نضره ولو اجتمع اولنا واخرنا وإنسنا وجننا على قلب رجل واحد ، فالخوف منه اولى من غيره في حقة ، ومحاولة المعالجة واعادة الإنسان الى ثقته بربه وبنفسه ومعرفة مكامن القوة هو بمثابة عودة القطارة الى طريقة الصحيح وبوصلة تحدد الأتجاهات نحو الهدف المنشود وهوتحرير الانسان من شتئ أنواع العبودية وحتى عبودية الانسان لنفسه أن جاز التعبير فالحياة قصيرة فلنقوم بالخيارات السليمة ثم لا ننظر للخلف

 

وحتي نلتقي

دمتم فى رعاية الله وحفظه