"تقرير إخباري"

أكبر تجمع لقوى المعارضة يشارك في ملتقى الحوار بإثيوبيا

والجبهة الحاكمة في إثيوبيا تجدد دعمها للتغيير الديمقراطي في إرتريا

مركز الخليج (GIC)  31/يوليو 2010م

أشاد ممثل الحكومة الإثيوبية وعضوا المجلس التنفيذي للجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا (الحاكم) مختار خضر وقال علاقات الشعبين الإثيوبي والإرتري أزلية ، وتقاسم الشعبيين معاناة الظلم من النظام الدكتاتوري ، إلا أن الشعبين انتصر على النظام العسكري مشيرا إلي أن اعترف الجبهة الحاكمة باستغلال إرتريا يأتي في إطار علاقة الجبهة بالشعب الإرتري ، وأوضح أن الجبهة بعد اعترافها باستغلال الشعب الإرتري  وجدت من خصومها مواقف معارضة ومشككة  على وطنية الجبهة الحاكمة وهذا اليوم تجدد الجبهة موقفها الداعم والمؤيد لشعب الإرتري، وحمل نظام اسمرا في صنع الأزمات ومحاولة التأثير على العلاقات المتميزة مع الشعب الإرتري، وقال أن الحكومة ستواصل دعمها إلي الشعب الإرتري لتحقيق تطلعاته في التغير الديمقراطي. وعبر عن ارتياحه لانعقاد الملتقي الذي يجمع كافة مكونات المجتمع الإرتري وقال أن هذا الملتقي يتوقع منه أن يحدث تغير حقيق ويصبح اساس قوي لتحقيق تطلعات الشعب الإرتري وأكد دعم الجبهة الحاكمة لرغبات القوة المعارضة وأن إثيوبيا تحترم خيارتها مشيرا أن تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية والديمقراطية في إرتريا سينعكس إيجابيا على إثيوبيا. وتحدث بالغة الأمهرية إلي الملتقي وهذه هي المرأة الأولي يخاطب فيها عضوا للجنة التنفيذية من الجبهة الحاكمة في نقلة نوعية في علاقات إثيوبيا بالمعارضة واستقبلت كلمة مختار الذي كان موفقا في اختيار الكلمات التي دقدقت مشاعر الحضور الذين عبروا بالتصفيق حيث خاطب الحضور من القلب إلي القلب وكانت النتيجة اهتزاز القاعة من قوة التصفيق ويحدث صدا لولي أن عدد كبير من الحضور لا يجيدون اللغة الأمهرية رغم ذلك كلمته كانت معبرة وصادقة عن عمق العلاقة  الشعبية لأنه تحدث بصراحة حول العلاقات في الماضي والحاضر وحاز على تقدير الحضور والأغلب منهم جاءوا للمرأة الأولى إلي إثيوبيا وتلك الكلمة أزالت الكثير من ألبس وحددت ملامح الرؤى للجبهة الحاكمة مع قوة المعارضة وتلك كانت انطلاقة هامة تفتح آفاق التعاون بين المعارضة والجبهة الحاكمة. وقال خضر أن هذا التجمع دليل قاطع لرفض نظام الدكتاتوري القائم في أسمرا. وقال نحن مع ما يتفق عليه الإرتريين وعلاقة إثيوبيا بالشعب الإرتري إستراتيجية خلافا لنظام القائم اليوم في إرتريا والذي أصبح عنصر عدم الاستقرار في المنطقة، والشعب الإرتري هو المتضرر الأكبر من سياسيات النظام الدكتاتوري في إرتريا.

جاء ذلك في افتتح أعمال ملتقي الحوار الوطني لتغير الديمقراطي أمس السبت في إثيوبيا وسط حضور جماهيري كبير جمع كافة شرائح المجتمع الإرتري من أنجا العالم فضلا عن ممثلين لمنظمات المعارضة تحت مظلة التحالف وخارجه ومؤسسات المجتمع المدني وممثلي اللاجئين في إثيوبيا والسودان والمرأة  سجلت للمرة الأولى في تاريخها حضور كبير ومميز و الجاليات الإرترية في دول الشرق الأوسط ودول الخليج هي الأخرى سجلت حضورها لأول مرة . هذا بالإضافة لوسائل الإعلام المحلية والعالمية والمواقع الإرترية ويذكر أن المشاركين في الملتقى تجاوز عددهم أكثر من 300 عضو .

واستغرقت مراسيم الجلسة الافتتاحية المفتوحة للملتقي الذي انطلق عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي قرابة خمسة ساعات وقد استهل الملتقي بكلمة رئيس اللجنة التحضيرية بشير إسحاق الذي تحدث عن الجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة التحضيرية  من اجل عقد الملتقي في موعده المحدد، وما قامت به من أنشطة لأجل بلورة أهداف الملتقى والعمل على إنجاح .وأشاد بشير بسكرتارية تجمع تعاون صنعاء وعبر عن تقديره للدعم الإثيوبي للملتقى .

وغطت الجلسة الافتتاحية معظم المواقع الإرترية المستقلة والمعارضة وكان حضور بارز للمراكز الإعلامية والمواقع الإخبارية ومحطات إذاعية وتلفزيونية في كل من استراليا ،السويد وألمانيا و أمريكا يتقدمهم مدير موقع ازمرينو تسفالدت الم محرنا أحد كبار الصحفيين إضافة إلي الإعلاميين في التحالف الإرتري والإعلام الإثيوبي.

وقدم برنامج الافتتاحية الأستاذ محمد صالح أبوبكر الذي تألق في التقديم الذي كان رائعا و موفقا في تعليقاته وتلخيصا ته باللغة العربية كما قدم برنامج الجلسة الافتتاحية باللغة التقرينية قتاشو من إعلام التحالف.

والقي رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي الإرتري المعارض تولدي قبري سلاسي كلمة في الجلسة الافتتاحية للملتقي تناول فيها مراجل الإعداد للملتقى  ، وأشاد في هذا السياق باللجنة التحضيرية وأمتدح موقف إثيوبيا وتجمع صنعاء وتناول جهود التحالف من اجل عقد هذا الملتقي، واعتبر انعقاده انجازا تاريخيا أخر يحققه التحالف، وناشد المشاركين بالارتقاء إلي مستوى المسئولية وتجاوز الخلافات من اجل المصلحة الوطنية العليا للشعب الإرتري.

كما تحدث كل من ممثلي رجال الأديان ( المسلم والمسيح) ودعيا إلي التعايش والتسامح وأكدوا على أهمية الوحدة الوطنية وحملوا نظام اسمرا مسئولية الأزمات والمعاناة وإفرازات الإقصاء والتميز الذي يعاني منه الشعب الإرتري، وأدانوا سياسات النظام واضطهاد معتنقي الأديان (الإسلامي والمسيحي).

وتلتها كلمة المرأة التي شاركت في الملتقى وشنت هجوما على نظام اسمرا ودعت إلي العمل لإسقاط النظام مؤكدة على أهمية مشاركة المرأة في العمل الوطني المعارض وتحدثت مطولا معددة المظالم التي تعاني منها المرأة في إرتريا وقالت أن سقوط النظام سيعيد للمرأة مكانتها وحقوقها.

وكذلك ألقيت في الجلسة الافتتاحية كلمة الجالية الإرترية في استراليا وفي تقليد غير مسبوق كلفت  أصغر المشاركين من الجالية الاسترالية منتصر عبدالله الذي القي كلمة قوية تضمنت تجديد الدعم للملتقي .ويذكر أن وفد الجالية يترأسه الاستاذ صالح حمدي ،وأجري الوفد على مدي يومين لقاءات مع معظم رؤساء الوفود المشاركة في الملتقي .

وكانت كلمة وفد أوروبا أكثر الكلمات صخبا وصراحة خلطت الحابل بالنابل وألقاها السيد هبتي ماريام أحد أشهر كتاب المواقع الإرترية وقد شن هجوما عنيفا على النظام في اسمرا ومن وصفهم بزبانيته في الخارج .وفتح النار في أكثر من اتجاه وكان نصيب الأسد على رموز النظام ومن كان معه في السابق، وتناول الوضع في معسكر المعارضة و التحالف واختتم كلمته بالتسامح ودعا قادة التنظيمات لتبادل التسافح والعمل على إبداء صفحة جديدة حتى تنعكس على أعمال الملتقي، وتحدث السيد هبتي ماريام كلمة ارتجالية اتسمت بالصراحة والعفوية إلا أنه استطاع أن يفوز بتصفيق حار من قبل الحاضرين. كما ألقيت في ختام الجلسة الافتتاحية كلمات لممثلي اللاجئين الإرتريين في كل من إثيوبيا والسودان.

ومن المتوقع أن يبدأ اليوم الثاني للملتقى اليوم الأحد لبحث أجندة الملتقى وانتخاب السكرتارية.

وخيمت أجواء هادئة وإيجابية على الملتقي على مدي يومين الذي أنطلق على جو خريفي بدأ برزاز المطر .حيث دارت حوارات بين التنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني قبل انعقاد الملتقى عكس ما هو المعتاد ولم يكن هناك توتر، ومن أبرز ما شوهد في الملتقي حضور قادة تاريخيين والحرس القديم الذين جاءوا للمرة الأولى إلي إثيوبيا والتقوا بعد سنوات من الشتات وتقطعت بهم السبل في القارات الخمسة وكانت لحظات مؤلمة بأن يلتقوا في بلد قاتلوا ضدها لسنوات طويلة ليجدوا أنفسهم في أديس أبابا الزهرة الجميلة وتكمن المأساة بين الرعيل والقادة التاريخين الذي قاتلوا وحملوا السلاح ضد إثيوبيا .ومن المفارقات أن يتعانقوا في إثيوبيا بعد أن حرمهم  جبروت النظام أن يجمعوا شتاتهم  في الوطن قاتلوا من أجل الحرية التي تحققت بتضحياتهم. وهنا الطامة الكبرى النظام الذي استعبد المواطن الإرتري  الذي حرر الأرض ليبدأ فصل جديد لتجرير الإنسان ويكون الملتقى الانطلاقة لإسقاط النظام ورد الاعتبار وتحقيق الحلم وتكريم الإنسان الإرتري  وتجريره من جبروت النظام أسمرا .