أزمرينو .. ومسيرة 17 عام

إمتلاك المعلومة حق من الحقوق الأساسية للإنسان، لأن من شأنه إثراء الفكر وتطويره، ويساعد على إكتشاف الملكات الكامنة في النفس وعلى معرفة ما حولك من أشخاص وماهي طبيعتهم ومن هم، خاصة وأن وفي هذا العصر يستحيل العيش فيه دون معلومة.

وأزمرينو طوال سنوات عمرها 17 دأبت على خدمة أبناء شعبنا الذين يحاول النظام عبثاً ترسيخ ثقافة الإستبداد في أذهانهم، فظلت أزمرينو من خلال مختلف وسائل نقل المعلومة والمعرفة تبذل أقصى ما تستطيع من أجل غدٍ أفضل تؤمن بأنه آت لا محالة.

استطاعت أزمرينو على مدى 17 عام أن تكون صوتاً لشعبنا المقهور بفضل جهود المتعاونين معها من كل أنحاء العالم .. من جنوب أفريقيا إلى كاليفورنيا، ومن أوروبا إلى داخل إرتريا ظلت ترفع صوت الشعب عالياً من خلال إذاعة (مسلنا دلينا) أي نريد حقوقنا.

وعلى الرغم من أن مطالب أزمرينو والتي هي مطالب شعبنا لم تتحقق بعد .. إلا أننا لم نستسلم لطول وقت تحقق ما نريد بل ظللنا وسنظل رغم كل العوائق مصممون للسير في الطريق.

وأزمرينو وهي تحتفل بميلادها الـ 17 تأمل أن لا يطول عمر معاناة شعبنا أكثر من ذلك. فقد عملنا على كشف جوانب عديدة مما يعانيه شعبنا تحت وطأة هذا النظام، مثل: القتل العمد للأبرياء في سجن عدي أبيتو بإطلاق النار الحي، ومأساة الأرواح التي أزهقت في لامبيدوزا وسيناء والصحاري، ومعاناة أسرانا في معتقلات النظام، وممارساته الرامية لإبادة أبناء شعبنا.

وتدعو أزمرينو بهذه المناسبة الجميع إلى تجاوز سلبيات الماضي والعمل سوياً في مواجهة هذا النظام الذي أفنى أرواح وأعمار الآلاف من أبناء شعبنا. فمعاً نستطيع إقتلاعه من جذوره لتنعم كل فئات الشعب الإرتري بوطن آمن ومستقر.

وتتعهد أزمرينو في عيد ميلادها هذا لزملاء مهنة الصحافة الخاصة في إرتريا الذين يقبعون في المعتقلات منذ العام 2001 ، تتعهد بأن تكون صوتاً لهم حتى تتحقق العدالة بالإفراج عنهم. وأنها كانت تود أن يكون مقرها في داخل الوطن مثل ما كانت الصحافة الحرة.. إلا أن مصيرها لكان نفس مصير صحفنا الحرة التي أغلقت بتعسف وزجّ بالأحرار من زملاء المهنة في غياهب معتقلات أحوالهم فيها مجهولة.

كما تبشركم أزمرينو بأنها ستواصل السير في درب هذه المهنة المتعبة بجهد أكبر وإصرار زائد عمّا سبق وذلك، فقط، بالإعتماد عليكم كقراء وجمهور. لأنكم، كما عودتموها، زادها في مسيرتها نحو بلوغ الأهداف. فشكراً جزيلاً لكم

أزمرينو